<p class="rtejustify">
<span style="font-family:tahoma,geneva,sans-serif;"><span style="font-size:14px;"><span style="color:#008000;"><strong>مقدمة :</strong></span><br />
&nbsp;تساهم البحوث العلمية في إثراء المعرفة النظرية لكافة العلوم والمهن، وتُعد مهنة الخدمة الاجتماعية إحدى المهن العلمية التي اعتمدت وما زالت على البحث العلمي في تطوير مفاهيمها ونظرياتها وأساليبها في الممارسة المهنية (العمري ، 2000: 22- 25)، وينقسم البحث العلمي في الخدمة الاجتماعية إلى جانبين أساسيين الأول: وهو الجانب النظري، والذي يُعنى بتطوير الإطار المعرفي والنظري للمهنة، من خلال تطوير أساليب ونماذج الممارسة ودراسة بعض القضايا والموضوعات المتعلقة بتحسين وتطوير المهنة، والجانب الثاني وهو الجانب التطبيقي أو ما يُشار له بالبحوث الميدانية، والتي تهتم بدراسة وبحث الظواهر والمشكلات الاجتماعية في مختلف المجالات التي تمارس فيها مهنة الخدمة الاجتماعية، وذلك من أجل الوصول إلى حقائق كمية وكيفية يعتمد عليها الممارس المهني في تطوير معارفه لفهم واقع وطبيعة المشكلات التي يتعامل معها من جهة، وإلى المساهمة في زيادة فاعلية الممارسة المهنية من جهة أخرى من خلال الاستفادة من نتائج البحوث والحقائق العلمية التي تم التوصل إليها عن طريف المنهج العلمي في بناء تدخلات مهنية سليمة وواقعية مما يضمن فاعليتها وقدرتها على الوفاء بالدور المتوقع من مهنة الخدمة الاجتماعية في دراسة وعلاج كافة المشكلات الاجتماعية، (عبدالعال، 1999: 33- 35).<br />
&nbsp;<br />
وباعتبار المجال المدرسي إحدى مجالات الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، فإن للبحوث التي تتناول جانب المشكلات المدرسية سواءً كانت مشكلات متعلقة بالعملية التعليمية أو مشكلات متعلقة بالطلبة وتعيقهم عن التكيف مع الجو المدرسي والتحصيل الدراسي دور رئيس وفعال في تطوير وتحسين واقع ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي. وفي توسيع المدارك المعرفية للأخصائي الاجتماعي المدرسي، الأخصائية الاجتماعية المدرسية عند التعامل مع الطلبة في كافة المراحل التعليمية.<br />
&nbsp;والمدرسة الحديثة أصبحت تعلق على دور الأخصائي الاجتماعي في المدرسة أهمية كبرى في التغلب على التحديات التي تعيق المدرسة من أداء دورها التعليمي والتربوي في المجتمع، من خلال ممارسته لدوره المهني واستغلال معرفته النظرية ومهاراته المهنية في تقديم خدمات الإرشاد الاجتماعي والمساعدة المهنية للطلبة وأسرهم وللجهاز التعليمي في المدرسة (خاطر وكشك، 1999: 96 -97)، وحتى يتسنى للممارس المهني المدرسي أن يؤدي دوره بفاعلية لابد وأن يكون لديه قاعدة معرفية ثرية تمكنه من فهم طبيعة المشكلات التي يسعى لمواجهتها وخصائص الأفراد الذي يقدم لهم المساعدة المهنية، وهذه المعرفة لن توافر إلا من خلال إتباع المنهج العلمي في دراسة وبحث كافة الموضوعات ذات العلاقة بالمجال المدرسي.<br />
<br />
<br />
<br />
لذا سعت الباحثة في هذه الدراسة إلى دراسة أحد المشكلات المدرسية التي تواجه الطالبة في المرحلة المتوسطة وهي اثر معاملة الوالدين على أداء الوظائف الاجتماعية عند طالبات المرحلة المتوسطة، وذلك من أجل تقديم بعض الحقائق العلمية حول العلاقة بين ما تتلقاه الطالبة من معاملة من والديها أثناء عملية التنشئة الاجتماعية وبن وجود مشكلات عند الطالبة في توافقها الاجتماعي الأسري وتفاعلها الاجتماعي المدرسي وتحصيلها الدراسي، والتي تؤثر في قدرتها على أداء وظائفها الاجتماعية في الأسرة والمدرسة. وترجو الباحثة أن تساهم هذه الدراسة في توفير بعض من المعرفة العلمية التي تخدم الأخصائية الاجتماعية التي تمارس مهنة الإرشاد الاجتماعي في المدارس المتوسطة. وقد سعت الباحثة إلى أن تتناول في الإطار النظري بعض المواضيع المتعلقة بأساليب معاملة الوالدين والعوامل الاجتماعية المؤثرة فيها، ومرحلة المراهقة وخصائصها والمشكلات المرتبطة بها، وتوضيح مفهوم الإرشاد الاجتماعي المدرسي من خلال التعرف على مبادئه والمهارات الواجب توافرها في الأخصائية الاجتماعية المدرسية، واهم المداخل النظرية التي يمكن أن تبني عليها الأخصائية الاجتماعية تدخلاتها المهنية في مجال الإرشاد الاجتماعي المدرسي، كما سعت الباحثة في الجزء الميداني من الدراسة إلى توضيح الحقائق العلمية التي توضح الأساليب العلمية السائدة في معاملة الوالدين عند التعامل مع طالبات المرحلة المتوسطة والعلاقات بينها وبين أداء الطالبة لوظائفها الاجتماعية والخصائص السائدة التي تميز الطالبات في هذه المرحلة الدراسية والعمرية، وذلك حتى يمكن الوصول للنموذج المقترح لخطوات التدخل المهني الملائمة عند التعامل مع مشكلات أداء الوظائف الاجتماعية لطالبات المرحلة المتوسطة والمبني على المعرفة النظرية المستمدة من الإطار النظري، والحقائق العلمية والبيانات الكمية والكيفية التي تم التوصل إليها عن طريق المنهج العلمي والدراسة الميدانية، والذي يمكن أن تستفيد منه كافة الأخصائيات الاجتماعيات الممارسات لمهنة الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي عند التعامل مع مشكلات أداء الوظائف الاجتماعية.&nbsp;</span></span></p>