أدوات العولمة واستراتيجياتها لتحقيق الاختراق (الغزو) الثقافى و التأثير علي الشباب
أدوات العولمة واستراتيجياتها لتحقيق الاختراق (الغزو) الثقافى و التأثير علي الشباب
* جميع المقالات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها والمركز لا يتحمل أي مسئولية قانونية تجاه المقالات المنشورة.
صلاح الدين عبد القادر محمد
أستاذ الصحة النفسية (باحث) المركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود
لاشك أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط استراتيجياً، كى تكون هى الحاكم الأوحد للقرية الكونية وذلك من خلال تقديم نفسها من خلال جميع وسائل الاتصال بصورة جيدة، وتسخر لذلك، قاعدة تكنولوجية رهيبة، قاعدة اقتصادية متنامية،وسيطرة شبهتامة على كل مؤسسات العولمة، وقاعدة سياسية بإضع افدورالأمم المتحدة،وفرض الهيمنة السياسية وكذلك اللجوء للقوة كما في حالة أفغانستان،وحالة العراق أنموذجاً، قاعدة عسكرية رهيبة، وقاعدة ثقافية ضخمة،وذلك عن طريق سيطرة شبه تامةعلى الانتاج الاعلامي (الميديا)،وإنتاج أكبركم من الأفكار و الابتكارات،وجذب العقول المبتكرة،وتجنيد عقول مبتكرة في كل مكان لصالح كل ماهو أمريكي، كل تلك المقدمات أعطت الولايات المتحدة الأمريكية قصب السبق كي تكون الأنموذج رقم واحد في التقليد.
و لكن لماذا يقلد الشباب السلوك المعولم! ويتجهون إليه؟
لقد نجحت العولمة في أن تخلق داخل المجتمعات حالة أقرب ما تكون بحالة التعلم الغرضى Purposive Learningو ذلك على النحو التالي:
- نتيجة الزخم الإعلاني للعولمة يشعر الفرد بأنه فى حاجة إلى إشباع دافع أو رغبة معينة (الحلم الأمريكى – قيم واتجاهات العولمة).
- ونظراً لحاجة الاحتياج، يبدأ الفرد فى التفكير فى كيفية الوصول إلى هذا الهدف (مع إغفال للشروط التى يجب أن تتوفر لديه لتحقيق هذا الهدف) وهذا هو الدور المهم الذى تقوم به وسائل الاتصال والتلفزة العولمية والتى تصور الوصول إلى الرغبات والإشباعات عملية سهلة وميسرة ومن ثم تعزل عملية الإشباع عن شروطها.
- هنا يبدأ الفرد في إجراء عدد من المحاولات للوصول إلى الهدف المرغوب، بل ويحطم كل معوقات الوصول إلى الهدف سواء أكان التدمير مشروعاً أو غير مشروع (أشبه بحالة المدمن).
- في حالة تحقيق الهدف، فإن الفرد يشعر بالارتياح وهنا تعمل قوانين
(التكرار – الحداثة – التدريب – الأثر).
- وعندما يتحدث مع الآخرين عن ارتياحه يجد أن الجميع يشاركونه
نفس الارتياح ونفس الحاجة والرغبات (يتفعل قانون التعميم) عن طريق (Talk show - Chat).
هذا ويرى كاتب هذا المقال أن العولمة تملك التأثير على السلوك الثقافى للأفراد، بل وتغير هذا السلوك لصالحها، خاصة لدى الأفراد المفتونيين بالأنموذج الغربى، أو هؤلاء المهزومون داخلياً لصالح كل ما هو غربي. و للحديث بقية.
* جميع المقالات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها والمركز لا يتحمل أي مسئولية قانونية تجاه المقالات المنشورة.
