«أبحاث الشباب» و«برنامج الرشيد» يمولان أول دراسة عن ظاهرة الإدمان
أبرم المركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود وبرنامج الدكتور ناصر الرشيد للوقاية من المخدرات، عقد شراكة لتمويل أول دراسة لظاهرة الإدمان في المجتمع السعودي، وذلك في مقر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الثلاثاء الماضي.
وقد وقع العقد كل من الدكتور صالح النصار الأمين العام لمركز أبحاث الشباب، والدكتور فايز الشهري الأمين العام المساعد لأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات- نائب رئيس برنامج الدكتور ناصر الرشيد، والدكتور سعيد السريحة بوصفه رئيس الفريق العلمي للمشروع.
وأبان الدكتور مفرج الحقباني الأمين العام للجنة الوطنية، أن هذه الدراسة ستطبق بالتعاون مع وزارة الصحة على مجمعات الأمل، وهي جزء من مشروع وطني موسع يهدف إلى تشخيص ظاهرة المخدرات على مستوى المملكة ويستمر تنفيذه إلى قرابة ثلاث سنوات. وتأتي انطلاقة دراسة ظاهرة الإدمان، كجزء من هذا المشروع، بهدف الكشف عن العوامل التي أدت بالمدمن إلى تعاطي المخدرات، ومعرفة العوامل التي تبقيه في دائرة الإدمان، والعوامل التي تسهم في حدوث النكسة والعود إلى التعاطي. وبناء على ما ستكشفه هذه الدراسة من نتائج، سيتم توجيه المسوح الوطنية الأوسع، لبحث عوامل الخطورة التي تهيئ الشباب للتعاطي، وعوامل الخطورة التي تدفع بالمراهقين والمقبوض عليهم إلى تعاطي المخدرات.
من جانبه أوضح الدكتور صالح النصار أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب، أن دعم هذا المشروع العلمي يأتي انطلاقا من رسالة المركز المتمثلة في المساهمة الفاعلة في الأبحاث المتعلقة بالشباب وتقديم الاستشارات العلمية والبحثية بأعلى مستويات الحرفية والمهنية، ودراسة قضايا وظواهر الشباب للرقي بمستواهم للمشاركة بفعالية في التنمية. ونظرا إلى أن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية عامة من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب فإن المركز الوطني لأبحاث الشباب قد جعل مشكلة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب على رأس قائمة اهتماماته البحثية. كما أشار الدكتور النصار إلى أن المركز يعتزم خلال الفترة المقبلة التركيز على المواضيع الحيوية التي تسهم دراستها في رسم السياسات الفاعلة لتنمية الشباب ومعالجة مشكلاتهم وتلبية احتياجاتهم المختلفة. وأضاف أن المركز الوطني لأبحاث الشباب، يضع كل مقدراته وخبراته لخدمة المجتمع خاصة في كل ما له علاقة بالشباب ورسم السياسات التي ترتقي باهتماماتهم وتلبي طموحاتهم حتى يكونوا منتجين وفاعلين في منظومة التنمية المباركة في المملكة.
يذكر أن هذه الدراسة سيشارك فيها نخبة من الباحثين في مجال علم النفس وطب الإدمان والاجتماع وبحوث الشباب، من ذوي الخبرة والتخصصات المرتبطة بموضوع البحث. وذكر الدكتور سعيد السريحة رئيس فريق البحث، أن هذه الدراسة تأتي على غرار البحوث المتخصصة في تشخيص عوامل التعاطي وعوامل الانتظام في التعاطي وعوامل العودة إليه، للكشف عن المتغيرات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية، في إطار ما يعرف بنموذج تفاعلية عوامل الخطورة التي تؤدي إلى التعاطي والاستمرار، بهدف معرفة عوامل الخطورة المحلية التي تؤدي إلى الإدمان. وبين السريحة ان الدراسة تهدف إلى معرفة طبيعة أنماط التعاطي الشائعة بين المدمنين محليا وما يحيط بهم من عوامل خطورة تدفع بهم إلى مزيد من التعاطي.
وبين السريحة أن المدة الزمنية المتوقعة لهذه الدراسة تصل إلى سنة وستسهم نتائجها في تصميم برامج الحماية والتثقيف، وتوجيه الخدمات العلاجية وخدمات الدعم والتأهيل النفسي والمهني والسلوكي والاجتماعي الموجه للمتعاطين في المؤسسات العلاجية، كما يتوقع لها أن تسهم في بناء الوعي لدى الشباب عن المخاطر التي تحدثها ظاهرة المخدرات محليا على الصحة النفسية والعقلية.