جامعة سعودية تستقبل العام الهجري الجديد بـ«تغريم» المدخنين
الاثنيـن 30 ذو الحجـة 1431 هـ 6 ديسمبر 2010 العدد 11696
مشرف المشروع لـ«الشرق الأوسط»: سيتم تطبيقه على 51 جامعة حكومية وأهلية.. خلال عام
|
غدا الثلاثاء لا يوافق فقط أول أيام العام الهجري الجديد 1432هـ، بل سيكون موعدا لتطبيق أول مشروع في السعودية لتنقية البيئة الجامعية وحظر تناول السجائر مع تغريم المدخنين ممن يتم ضبطهم داخل الحرم الجامعي، وذلك في جامعة الملك سعود بالرياض (كتجربة أولى)، والتي ستقص رسميا شريط مشروع حظر التدخين، تمهيدا لتكرار تنفيذه في جامعات سعودية أخرى.
وكشف لـ«الشرق الأوسط»، الدكتور نزار الصالح، الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب والمشرف العام على المشروع، عن أن وزارة التعليم العالي عممت هذا المشروع على 51 جامعة حكومية وأهلية، بعد اعتماد برنامج جامعة الملك سعود «بيئة خالية من التدخين»؛ إذ تم تعميمه على الجامعات السعودية كلها (بحسب خطاب تسلمه المركز)، وأفاد بأن الوزارة طلبت من الجامعات حظر التدخين في غضون عام، في مهلة تنتهي بنهاية العام الهجري الجديد (1432هـ).
وأفصح الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب عن أن إعداد هذا المشروع تطلب نحو عام دراسي كامل، تمت خلاله إقامة مجموعة من الأنشطة التوعوية، بشراكة جهات عدة: عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود، وإدارة السلامة والأمن الجامعي، وبرنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة، وجمعية مكافحة التدخين (نقاء).
وبيـن الصالح أن هدف المشروع هو «جعل جامعة الملك سعود بيئة خالية من التدخين»، من خلال أهداف فرعية، أبرزها: نشر الوعي والثقافة اللازمة لتغيير اتجاهات وسلوكيات منسوبي الجامعة وطلابها نحو التدخين، وتوفير سبل العلاج خلال فترة البرنامج لمساعدة منسوبي الجامعة وطلابها على الإقلاع عن التدخين حفاظا على صحتهم.
ووفقا لـ«دليل تطبيق لائحة مكافحة التدخين بالجامعة»، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن تطبيق اللائحة سيشمل كل شيء يتم تدخينه، ويتضمن ذلك السجائر والغليون (بما فيها النرجيلة أو الشيشة)، والسيجار والسجائر العشبية ونباتات التبغ بجميع أنواعها وفصائلها وأجزائها من جذور وسيقان وأوراق وثمار وبذور خضراء مجففة.
بينما سيعتبر عدم العمل بتطبيق لائحة مكافحة التدخين مخالفة إدارية تعرض المتسبب للعقوبات والغرامات، ويتضمن سلم العقوبات: إشعار مخالفة تبدأ من توجيه لفت نظر خطي بالمخالفة ثم توجيه إنذار خطي بالمخالفة؛ مرورا بغرامة مالية قدرها 500 ريال (133 دولارا)، وتنتهي بإحالة المخالف إلى اللجان التأديبية.
وستطبق لائحة مكافحة التدخين فعليا على جميع أماكن العمل (العام والمغلق) في الجامعة، ويتضمن ذلك كلا من الهياكل الدائمة والمؤقتة مثل الخيام والسرادقات وجميع الغرف الداخلية في المباني، يضاف لذلك ضرورة أن تكون وسائل النقل الجامعية (العامة أو الخاصة) هي من المركبات التي يمنع فيها التدخين، في جميع الأوقات.
وعن الخطوات التي يستلزم على مسؤولي المباني فعلها عند ضبط أحد المدخنين، يفيد الدليل بأنها تتضمن: لفت انتباه المدخن إلى لافتة منع التدخين والطلب منه وقف التدخين، وإعلام المدخن أنه يرتكب مخالفة للائحة مكافحة التدخين وأن ذلك يعرضه للعقوبة، وتذكير المدخن أنه مسؤول عن قيامه بالتدخين وأنه يمكن أن يحصل على لفت نظر أو غرامة مالية أو مقابلة لجنة تأديبية، أما إذا استمر بالتدخين فيتم الاتصال هاتفيا لطلب خدمة موظفي الضبط في الإدارة العامة للسلامة والأمن الجامعي.
وبدءا من الغد، سيكون هناك خط هاتفي ساخن (4670950) لتمكين منسوبي جامعة الملك سعود ومنسوباتها وأفراد الجمهور من الإبلاغ عن الحالات التي تتم فيها مخالفة اللائحة، وسيتم توثيق وإثبات المخالفات وتوقيعها وحفظها في برنامج الضبط الإلكتروني. كما سيكون العمداء والوكلاء ومديرو الإدارات مسؤولين عن توجيه منسوبي الجامعة بالامتناع عن التدخين في مواقع عملهم.
يذكر أن عدد الطلاب المدخنين في السعودية، بحسب دراسة «ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي» التي أجراها الباحث سلمان بن محمد العمري، يبلغ 6 ملايين مدخن، وكانت هذه الدراسة قد حذرت من توقعات وصول عدد المدخنين إلى 10 ملايين مدخن بحلول عام 2020، مع كون السعودية تمثل المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المدخنين المواطنين والمقيمين، الذين ينفقون 21 مليار ريال كل عام على الدخان.
وكشفت الدراسة عن أن إغراء الزملاء والرفاق وتشجيعهم للشبان الذين شملتهم الدراسة، أتيا في مقدمة دوافع التدخين بنسبة 37.92%، جاءت بعدهما التجربة الشخصية بنسبة 26.12%، ثم تشجيع أحد أفراد الأسرة وتقليده بنسبة 22.61%، بينما حصلت الرغبة في زيادة الثقة بالنفس وتأكيد الذات على نسبة 16.21%.