المركز الوطني لأبحاث الشباب يزور منطقة الباحة
صحيفة رسالة الجامعة 6/2/1433هـ الموافق 31/12/2011م العدد 1081
أمير الباحة: نرحب بالمركز الوطني ونسعى للاستفادة من كل مبادرة رائدة في المملكة
أقام المركز الوطني لأبحاث الشباب مؤخراً زيارة لمنطقة الباحة بهدف التواصل مع أمارات مناطق المملكة وجامعاتها والقيادات الشبابية والتعريف بالمركز الوطني لأبحاث الشباب والتعرف على احتياجات وهموم الشباب والمسئولين في منطقة الباحة وجميع مناطق المملكة، وضمت الزيارة عدداً من أعضاء المركز يتقدمهم الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب الدكتور نزار الصالح ورياض الفريحي وفهد بن نومه وجمعان الغامدي وعبدالله السعيد ومحمد مذكور.
لقاء أمير المنطقة
عند وصول الوفد رافقهم الدكتور صالح البخيخ وكيل كلية التربية في جامعة الباحة واتجه الجميع لإمارة منطقة الباحة وكان في الاستقبال سعادة وكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور حامد بن مالح الشمري ومدير عام العلاقات العامة والاعلام بإمارة المنطقة أحمد بن صالح السياري، ثم التقى الوفد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة حيث استهل اللقاء سمو الأمير مشاري بالترحيب بوفد المركز الوطني، قائلاً: لاشك أن زيارة سعادة الدكتور نزار والمركز الوطني لأبحاث الشباب زيارة مباركة للمنطقة ونأمل أن يكون لدى مفكري المنطقة والمقيمين فيها من الأفكار والرؤى ما يساعد المركز على أداء مهمته وفق معلومات دقيقة وصحيحة.
وقدم الدكتور نزار الصالح شرحاً مختصراً عن المركز الوطني وبرامجه المتنوعة ودراساته الوطنية، وأبدى سمو الأمير مشاري سعادته بوجود مثل هذا المركز المتخصص بقضايا الشباب في جامعة الملك سعود، وضرورة تكاتف الجهود بين مؤسسات المجتمع لخدمة شباب المملكة.
كما أبدى سمو الأمير دعمه ومساندته لدور المركز الوطني، وأوضح سموه اهتمامه بدعم فئة الشباب في منطقة الباحة والجهود المقدمه لهم بقوله: لاشك أننا في منطقة الباحة نسعى للاستفادة من كل تجربة رائدة في مناطق المملكة ونحن الآن بصدد إعداد دراسات نتمنى أن ترى النور قريباً بدعم من الدولة ومن الصناديق التي تقدمها الدوله مثل صندوق الموراد البشرية أو المئوية وغيره من الأنشطة التي يقوم بها بعض الخيرين من أبناء الوطن بصدد إعدادها وقولبتها في قالب معين حتى نستطيع فيما بعد أن نتلمس احتياجات الشباب ونساعدهم مهنياً ومادياً من أجل بدء حياة عملية ناجحة بإذن الله. بعد ذلك تسلم صاحب السمو الملكي الأمير مشاري درعاً تذكارياً من المركز الوطني لأبحاث الشباب.
جولة سياحية في منطقة الباحة
بعد لقاء سمو أمير منطقة الباحة اتجه وفد المركز بصحبة الدكتور صالح بن دخيخ في جولة على منطقة الباحة للتعرف على المنطقة عن قرب، مروراً بالجبال الشاهقه والمناظر الجميلة والسُحب التي تعانق سفوح الجبال، حيث توجه الجميع لجبال الشدا وجبلا شدا هما جبلان في تهامة يعانقان السحاب إذ يطلان على أرض السراة لعلوهما الشاهق ولذا فمناخ قمتيهما لا يختلف كثيراً عن مناخ أرض السراة ويسمى الشمالي منهما شدا الأعلى وهو يقع شمال غرب بلدة المخواة ويبعد حده الشمالي عن المخواة تسعة عشر كيلاً وجهته الشمالية لزهران.
قرية ذي عين
وتوجه الوفد بعد ذلك إلى قرية ذي عين الأثرية وهي من أشهر القرى الأثرية على مستوى المملكة ولا زالت متماسكة بمبانيها الضخمة المبنية بشكل متناسق ورائع حيث يصل عمر هذه القرية لأكثر من 400 سنة وهي تقع جنوب غربي الباحة في تهامة على بعد 24 كم عبر عقبة الملك فهد بالباحة، على يسار الطريق المتجه إلى المخواة التي تبعد عنها حوالي 20 كم، وقد بنيت القرية على قمة جبل أبيض من الصخر وتضم 31 منزلاً ومسجداً صغيراً وتتكون بيوتها من طابقين إلى سبعة طوابق، وقد استخدم أهالي القرية الحجارة في بنائها حيث تم نقل الحجارة بواسطة الجمال أو على ظهور الرجال من السفوح المجاورة، أما السقف فهي من أشجار العرعر التي نقلت إليها من الغابات المجاروة، وزينت شرفاتها بأحجار المرو على شكل مثلثات متراصة، كما يوجد فيها بعض الحصون التي كانت تستخدم للدفاع ولحمايتها من الغارات أو لأغراض المراقبة.
وتشتهر ذي عين بزراعة الفواكه المختلفة وخصوصاً الموز الذي يزرع فيها حتى يومنا هذا ويوجد بها عين تجري كنبع في سفح الجبل سميت بميت القرية باسم هذا النبع الذي لا ينقطع طوال العام وتأتي مياهه المتدفقة من بين الصخور ويتم توزيعه بين المزارعين بما يسمى )الشرب( وهو أن يسقي كل شخص حسب كبر مزرعتة في وقت معين ويشير أهالي القرية إلى تسمية القرية بهذا الاسم لأن أهالي القرية أصيبوا بقحط شديد وزارهم رجل أعرابي من البادية يبحث عن عصا فقدت عليه عندما كان يرعى الغنم في البادية التي تبعد مئات الكيلومترات من موقع القرية في الجزء الشمالي من الباحة وقال لهم ابحثوا في هذا الموقع وسيخرج الماء لكم وبالفعل قاموا بالبحث وهو واقف معهم فانطلقت العصاه من النبع وأصابت عينه فأمسكها ولم يخرجها وظل يمشي في الوادي والماء يتبعه حتى وصل إلى نقطة معينة في الوادي ونزع العصا وعندها غار الماء في الأرض. ويذكر أن الماء يصل إلى هذا الموقع فلا يتجاوزه أبدا والله أعلم.
أكثر من ٣٠٠ سنة
قرية ذي عين قديمة جدا تاريخياً حيث يعود تاريخ بنائها إلى أكثر من ثلاثمائة سنة تقريبا وسميت بهذا الاسم نسبة لعين ماء تقع تحت سفح الجبل وتتميز بوفرة مياهها وعدم انقطاعها بإذن الله عز وجل وهذا كان العامل الرئيسي لوفرة مزارع الموز لكون شجر الموز يحتاج لنسبة عالية من المياه وكانت منتجاتها الزراعية تسوّق في مدينة الباحة.