«مغامرات طائشة» تبحث عن «مكان آمن» لتفريغ الطاقات
الإثنين 4 رجب 1432 هـ - 6 يونيو 2011م العدد 15687
حذر «د.نزار الصالح» -الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود- من عدم توفير أي فرصة للشباب لمزاولة سلوكيات لها طابع المغامرة والاستكشاف والاستقلالية والتجريب، وفق منهج تربوي، وبإشراف يراعي حاجات الشباب ورغباتهم، فيكون البديل ممارسة تلك السلوكيات بعيداً عن رقابة المجتمع، وبحثاً عن اللهو والمتعة، وهذا ربما يقود المجتمع إلى الصدام مع الشباب لعدم موافقتنا على تلك السلوكيات التي ربما تكون متهورة وغير منضبطة!.
وأضاف: يمثل شباب المملكة في المرحلة العمرية من (15) إلى (29) سنة، نسبة (30%) من تعداد سكان المملكة الأخير، أي ما يعادل خمسة ملايين وستمائة ألف شاب، ذكوراً وإناثاً، وهذا الرقم لهذه المرحلة العمرية يعطي دلالة مهمة للقائمين على أمور الشباب، حيث من المعروف أن للشباب خصائص نفسية واجتماعية تميزهم عن غيرهم، فهم يتميزون بحبهم للمغامرة والاستكشاف، ويميلون للاستقلالية عن الكبار، وحبهم للتجريب، والرغبة بالاندماج مع أفراد بنفس المرحلة العمرية، وهم يمارسون تلك السلوكيات إذا كانوا في بيئة تسمح لهم بذلك.
وأكد على أن الشباب بحاجة إلى محاضن تربوية وخدمات أساسية، فهم يرغبون بمزاولة هواياتهم، واستعراض مهاراتهم بعيداً عن تدخل الآخرين، وبمنهجية أقرب لرؤيتهم وترتيبهم، مضيفاً أن الشباب لا يرضى بالوصاية على أفعاله وأقواله، ويحتاج إلى هامش من الحرية، والواقع الحالي في مجتمعنا لا يشجعهم على المشاركة والاندماج، فهم في كل مكان يعاملون على أنهم مختلفون وكأنهم جاؤوا من كوكب آخر، ممنوعون من دخول الأماكن العامة، ويجب فصلهم عن بقية أفراد المجتمع، وممنوعون من مزاولة هواياتهم، وعليهم الاتزان والخضوع وعدم الحركة، متسائلاً: أين الشباب من فعاليات تقام لأجلهم؟.
وأوضح أن الشباب لديهم القدرة على المشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع المختلفة لكن يجب أن نفعل البيئة الأسرية، وندرب أفراد الأسرة على كيفية التعامل الأمثل مع الشباب، من حيث تعويدهم حسن استغلال أوقاتهم، والتعامل معهم بأسلوب حضاري يحفظ كرامتهم، إلى جانب تشجيعهم على الحوار وحسن التفاهم مع الآخرين والقبول بالرأي والرأي الآخر، وكذلك احترام خصوصيتهم، وحثهم على طلب العلم والمثابرة عليه، مشدداً على أن للبيئة المدرسية دوراً فاعلاً في تشجيع الشباب على حسن استخدام مهاراتهم، ودفعهم للتعامل الأمثل مع نظرائهم الشباب، بما يعود بالنفع والفائدة على البيئة المدرسية والمجتمع ككل.
وشدد على أهمية مشاركة الشباب من الذكور والإناث في التخطيط والتنفيذ لفعاليات المجتمع المختلفة، فهم قادرون على الابتكار والتحدي والإبداع، لكن ينقصهم الثقة بأنفسهم، وثقة المجتمع بهم، يحتاجون إلى التشجيع والدعم والمساندة، لافتاً إلى أن الشباب قادرون على العطاء والانجاز، بل ويحتاجون إلى إحسان الظن بهم، وفتح قنوات التواصل معهم، وإشراكهم بأنشطة المجتمع وفعالياته.
وأضاف: دائماً ما نصف الشباب بأنهم ثروة، ونبالغ في مدحنا واهتمامنا بالشباب، وهذا الوصف يأتي لكون الشباب لديهم طاقات متى ما استغلت ووجهت الوجهة الصحيحة كانوا بالفعل ثروة لأمتهم، لذا فإنه من المنطقي أن نعمل جاهدين على توفير البيئات الآمنة التي يحتاجها الشباب لممارسة هواياتهم، إلى جانب توفير مزيد من الدعم لهم للانخراط بالمجتمع، والتعامل معهم بأنهم شباب صالح، ومن يمارس أي سلوك غير مرغوب هو من يوجّه وينبّه، مشيراً إلى أن ذلك سوف يفتح المجتمع نحو الشباب، وسوف يتم التعامل معهم بوصفهم ثروة قومية صالحة، مما يجعلهم أكثر إخلاصا، وأكثر وفاءً، وأكثر إنتاجاً لمجتمعهم.