Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مواقع الزواج الالكتروني مصيدة للشباب بمائة دولار

السبت 24شعبان 1433هـ العدد 16091 الموافق 14/7/2012م
 

مواقع الزواج الالكتروني مصيدة للشباب بمائة دولار

رسائل أنثوية ناعمة تدفعك للاشتراك وبعدها.. «فص ملح وذاب»!

تحقيق - هيام المفلح

لم يكن " أبو سعيد " يتوقع ما الذي يخبئه له موقع الزواج الالكتروني الذي أرسل له رسالته الإعلانية إلى بريده الخاص، فهو رجل مقيم في المملكة منذ زمن، وقد أتعبته الغربة والوحدة، لذا استجاب لصديقه الذي حدثه عن فكرة زواج المسيار، وزاد من رغبته تواصل هذا الموقع المثير عبر بريده، فاستجاب لفضوله ورغبته وسجل بالموقع، ولم يكد يفعل حتى امتلأ بريده برسائل ناعمة من فتيات من جنسيات مختلفة منهن من يدّعين أنهن مطلقات أو أرامل أو غير ذلك ويطلبن أن يتعرفن به بغرض الزواج، واكتشف انه لا يستطيع مراسلتهن لأنه لم يشترك بالموقع، وكانت قيمة رسوم الاشتراك بالموقع 100 دولار لمدة ستة أشهر، سدد ابو سعيد الرسوم عن طريق بطاقة الفيزا، ومضى الأسبوع الأول ولم يعد يأتيه أي رسالة من المشتركات اللواتي كن يراسلنه عندما كان مسجلاً بالموقع، أي قبل أن يشترك، وتتالت الأيام والحال كذلك، ليكتشف بعد ذلك بان الفتيات اللواتي كن يراسلنه ما هن إلا موظفات في تلك المواقع يرسلن بالرسائل للمشتركين من الرجال للإيقاع بهم حتى يسجلوا بالموقع ويدفع كل منهم ال 100 دولار!

يقول ابو سعيد "غضبت من نفسي جداً لغبائي، وفكرت فيما حدث لي وتساءلت ماذا لو اشترك في موقع ما من هذه المواقع 20,000 عشرون ألف شخص وكل منهم دفع 100 دولار أمريكي إذاً سوف يحصل الموقع على مليوني دولار كل ستة أشهر أي ما يعادل (سبعة ملايين وخمسمائة ألف ريال)! إنها وسيلة بسيطة وسهلة من وسائل النصب والاحتيال بطرق يعتبرونها شرعية، وفي المقابل سوف يحصل الموقع على (15 مليون ريال) دون أي جهد سوى استخدامه لبعض الفتيات كي يلعبن بمشاعر الشباب!

هذه المصيدة تتصيد كل يوم عشرات الشباب والرجال تحت ذريعة التعارف أو الزواج، وهي في تزايد ومسمياتها كثيرة، وبعضها يتخذ من الدين والشرعية غطاء ليقنعك بمصداقية بضاعته المعروضة!. فكيف نحاصر مثل هذا العبث الالكتروني ونحمي أبناءنا ورجالنا من الوقوع في براثنه؟

ظاهرة غير صحية

اعتبر المركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود أن وجود هذه المواقع ظاهرة غير صحية تهدف إلى جمع المال والاستخفاف بتفكير وعقل الشباب العربي والإسلامي، فمن هذه المواقع ما يدّعي انه يمارس دوراً ايجابياً في موضوع شرعي وهو الزواج، ومنها ما يدّعي انه وسيلة للتعارف، وهذه المواقع قد انتشرت وللأسف بشكل كبير في عالمنا العربي والإسلامي وخاصة في دول الخليج العربي وأصبحت بالعشرات، فهذه المواقع وبتسمياتها المختلفة والمتعددة هي مواقع ربحية بالدرجة الأولى ولا تخدم التوجهات التي تدّعيها كما أنها تسيء لمجتمعنا ولديننا.

إيجابية لو صدقت!

ومن زاوية أخرى اعتبر المركز أن هذه المواقع لو أنها كانت مواقع جادة في رؤيتها وأهدافها فسوف تساعد وتُيّسر للناس التعارف الصادق لإتمام عملية الزواج، مما قد يساعد في تخفيف العنوسة في المجتمع، وربما وقتها يصبح لها جانب ايجابي، ولكن ما نسمعه ونقرأه ونراه، يشير وبشكل واضح وجلي إلى أن هذه المواقع كثيراً ما تؤدي إلى طرق خاطئة بالتعارف وتسبب في كثير من الأحيان المساس بسمعة الآخرين وتعرضّهم لمشاكل اجتماعية متعددة كالابتزاز وغيرها.

التوعية ضرورة

لذا يوصي المركز أن يتم مراقبة هذه المواقع من قبل الجهات المعنية، لأنها تسيء لديننا وثقافتنا وأخلاقنا، وان تقوم الجهات المسؤولة بضبط عمل هذه المواقع، وان يقوم الإعلام المرئي والمقروء والمسموع بدور فاعل في كشف حقيقة هذه المواقع وتبيان الآثار السلبية التي تقوم بها من خلال برامج توعوية هادفة وبوسائل مبتكرة.

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 2:08ص