Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مؤثرات صوتية متذبذبة الشدة تخلخل التوازن الكهربي للدماغ .. «المخدرات الرقمية» خطر جديد يهدد شبابنا!

صحيفة رسالة الجامعة 15/2/1436هـ  الموافق 7/12/2014م العدد 1185

مؤثرات صوتية متذبذبة الشدة تخلخل التوازن الكهربي للدماغ .. «المخدرات الرقمية» خطر جديد يهدد شبابنا!

هي ملفات سمعية تخدع الدماغ من خلال بث موجات مختلفة التردد لكل أذن تسميتها ليست دقيقة علمياً فهي مؤثرات تعطي شعورًا يحاكي الشعور بالمخدرات جهد الدماغ لتوحيد الترددات المختلفة القادمة لكل أذن يسبب خللاً في كهربيته كلما زاد فارق تردد الموجات الواصل للأذنين زاد معدل الشعور بالجرعة المقدمة  للمتعاطي لحظة شرود ذهني وهمي وقد تسبب تشنجات للأطراف ونوبات صرع

تقرير الباحث : جمال الدين زغلوله

المركز الوطني لأبحاث قضايا الشباب

اهتمت وسائل الإعلام المختلفة في الآونة الأخيرة بموضوع المخدرات الرقمية «Drugs Digital» أو المؤثرات  الرقمية «Digital effects» رافق ذلك طرح العديد من التساؤلات حول هذا الموضوع منها: ما هي هذه المخدرات؟ وكيف تعمل؟ وما البيئة المناسبة لعملها؟ وما رأي الشباب فيها؟ وهل هي فعلاً خطر جديد يهدد شبابنا؟

اختلاف التسمية

معلوم أن المخدرات Drugs «هي مواد تؤثر على النشاط العقلي والحالة النفسية لمتعاطيها، إما بتنشيط الجهاز العصبي المركزي أو بتثبيطه، كما تسبب الهلوسات والتخيلات والإدمان، وينتج عن تعاطيها الكثير من المشكلات الصحية العامة والمشكلات الاجتماعية»، فالمخدرات هي كل مادة تسبب لمتعاطيها فقداناً كلياً أو جزئياً للإدراك بصفة مؤقتة، كما تُحدث فتوراً في الجسم، وتجعل الإنسان يعيش في خيال وهمي فترة وقوعه تحت تأثيرها». والمخدرات الرقمية التي يتم تناولها في هذا التقرير ليست مخدرات بالمعنى العلمي بل هي مؤثرات تحدث أثراً مشابهاً لأثر المخدرات.

أصوات ونغمات

بناء على ما تقدم نجد أن تسمية تلك المؤثرات بـ«المخدرات الرقمية Drugs Digital» ليست تسمية دقيقة علمياً، فهي أصوات ونغمات والصوت عبارة عن موجات وليس مادة، تقوم الأذن بتحويله من موجات صوتية إلى موجات كهربائية في الدماغ لتصبح مفهومة؛ وسواء اعتُمد تسميتها «مؤثرات» أو «مخدرات» فإن ما يهمنا هنا التعرف عليها وعلى آلية عملها وآثارها على الشباب جسمياً ونفسياً.

معلوم أن سماع الإنسان لنغمات الموسيقى يؤدي لحدوث تغيّرات كيميائية على مستوى الدماغ، حيث تُحفّز الموسيقى إفراز مواد منشطة كالدوبامين و الإندروفين، «وهي نواقل عصبية تقلل من إحساس الإنسان بالألم وتعطي إحساساً بالراحة والتحسن» ومنذ عام 1970م استخدمت الموسيقى كإحدى طرق العلاج في الطب النفسي، كعلاج القلق والتوتر والأرق من خلال الوصول مع المريض إلى حالة من الاسترخاء الجسدي والهدوء النفسي.

خداع الدماغ

للأذن عند الإنسان حدود في القدرة على سماع الأصوات، فالموجات التي يمكن أن نسمعها تتراوح تردداتها من 20 هرتز – 20.000 هرتز، كما أن الفرق بين أقل شدة للصوت وأقوى شدة تتحملها أذن الإنسان تقاس بوحدة قياس هي «الديسبل»، فكلما زادت شدة الصوت كلما كان تأثيره أكثر ضرراً على الأذن، فالأصوات ذات الشدة الأعلى من 120 ديسيبل تسبب أضراراً خطيرة لحاسة السمع عند الإنسان، والمؤثرات الرقمية هي» ملفات صوتية تترافق أحيانا مع مواد بصرية وأشكال وألوان تتحرك وتتغير وفق معدل مدروس تمت هندستها لتخدع الدماغ عن طريق بث موجات صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل أذن»، ولأن هذه الموجات الصوتية غير مألوفة فإن دماغ الإنسان يعمل على توحيد هذه الترددات القادمة إلى الأذنين للوصول إلى مستوى واحد وبالتالي يصبح الدماغ غير مستقر كهربائياً، مما يسبب خللاً في كهربائيته.

معالجة الموجات

وحسب الاختلاف في كهربائية الدماغ يتم الوصول لإحساس معين يحاكي أحد أنواع المخدرات أو المشاعر التي يودّ المستمع الوصول إليها، فمثلاً عند تعريض الأذن اليمنى إلى موجات صوتية ترددها 315 هرتز، واليسرى إلى موجة ترددها 325 هرتز فإن الدماغ يعمل على معالجة الموجتين لتشكيل موجة صوتية جديدة ترددها 10 هرتز «الشكل 1»، وهي نفس الموجة التي ينتجها الدماغ أثناء الراحة والتأمل، فكل نوع من الترددات الصوتية يقوم باستهداف نمط معين من النشاط الدماغي، فكلما زاد فارق تردد الموجات الواصل إلى الأذنين، كلما زادت الجرعة المقدمة، كأن تكون في الأذن اليمنى 315 هرتز، وفي الأذن اليسرى 345 هرتز.

عوامل مساعدة

تتحدث المواقع التي تقدم هذه الملفات الصوتية عن البيئة المناسبة لتحقيق أعلى أداء للمؤثرات الرقمية على الإنسان وذلك باستخدام سماعات عالية الدقة وتوفر مكان هادئ وإضاءة خافتة، وارتداء الملابس الفضفاضة، ووضع غمامة على العينين، ليتم بعد ذلك البدء بتشغيل الملف الصوتي من خلال تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية.

وتعرض المواقع الجرعات التي يرغب المستمع الحصول عليها، فهناك ملفات قصيرة بحدود 15 دقيقة، وملفات لمدة ساعة أو أكثر، كما أن بعض الجرعات قد تتطلب الاستماع إلى عدة ملفات.

تأثيرات خطيرة

إن هذه المؤثرات الرقمية تُحدث تأثيراً سيئاً علي مستوى كهربائية الدماغ حيث لا يشعر المتعاطي بالنشوة والابتهاج فقط بل يحدث لديه ما نسميه طبيا بلحظة شرود ذهني وهمي، يقل فيه التركيز بشكل كبير وانفصال عن الواقع، مما يسبب نوبات تشنجية للأطراف ثم لكامل الجسم، كما يحصل أثناء نوبات الصرع التي يصاب بها عادة من لديهم مرض الصرع «Epilepsy»، فالصرع ما هو إلا تغير في كهربائية الدماغ، فوصول ترددين مختلفين للأذنين يؤدي إلى حث الدماغ على توليد موجات كهربائية تتراوح أمواجها ما بين ألفا Alfa وبيتا Beta وتيتا Teta وصولاً إلى موجات دلتا Delta، مما يسبب فقدان التوازن الجسدي والنفسي والعقلي، فموجات دلتا Delta لا تظهر عادة في المخطط الطبيعي للدماغ EEG عندما يكون الفرد في حالة صحو، فهي تظهر فقط أثناء النوم أو تحت تأثير المواد المخدرة، وفي حالات فقدان الشعور. «كما في الشكل رقم3».

وهم كبير

يرى بعض الشباب أن موضوع المؤثرات الرقمية لا يستحق التحدث فيه، لكون هذه المؤثرات لا تشبه المخدرات، فهي لا تحتوي على مواد كيميائية تؤثر فيسيولوجياً على الجسم، بل ذهب البعض للقول إنها قد تؤثر إيجاباً، حيث تُشعر متعاطيها بالاسترخاء أو بالحركة المفرطة والنشاط، ومنهم من أكد على أنها مجرد وهم كبير وأنهم لم يشعروا بأي تأثير عليهم عند سماعها؛ بينما ذكر آخرون حصول أعراض جسمية لديهم، تمثلت في حدوث حالة من الشعور بالسعادة والمتعة، أو حصول نشاط وحركة تشابه التأثير الذي تحدثه بعض المواد المخدرة التي اعتادوا عليها، وقال آخرون إن الأمر لا يعدو كونه عملية نصب من قبل المواقع التي تُروّج لمثل هذه المؤثرات.

الحاجة لمزيد من الدراسات والأبحاث

لعل خلو هذه المؤثرات أو ما سمي بالمخدرات الرقمية من أي مواد كيميائية وسهولة الحصول عليها شأنها شأن أي ملفات يتم تحميلها على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، شجّع بعض الشباب على تعاطيها ظناً منهم أن لا تأثيرات سلبية لها، وهي لا تحتاج إلى تهريب عبر الحدود وليس لها أوكار للتعاطي، ومهما اختلفت الآراء والتقييمات فإن الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث من قبل الباحثين والمتخصصين في الطب النفسي والفسيولوجي لمعرفة التأثيرات العضوية لهذه الملفات «mp3» على الجهاز العصبي المركزي، وخاصة الدماغ، وكذلك معرفة الأعراض النفسية التي قد تحدث لمستخدمي هذه الملفات، فحتى الآن لا يوجد بحوث علمية تشير بشكل قاطع إلى أن هذه المؤثرات تسبب الإدمان، فقد يكون تأثيرها مجرد إيحاء نفسي يعتمد على مدى تقبل الشخص لها، كذلك فإن الشعور بالسعادة أو المتعة باستخدام هذه الملفات لن يعرفها سوى من قام سابقًا باستخدام المخدرات كالحشيش والكوكايين والحبوب وغيرها من أنواع المخدرات، والآن يحاول إنشاء نفس الإحساس عبر المؤثرات الرقمية.

تاريخ آخر تحديث : يناير 12, 2023 2:08ص